الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

قصيدة عن القدس للشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي

في القدس
مَرَرْنا عَلــى دارِ الحبيب فرَدَّنا
عَنِ الدارِ قانونُ الأعادي وسورُها
فَقُلْتُ لنفســي رُبما هِيَ نِعْمَةٌ
فماذا تَرَى في القدسِ حينَ تَزُورُها
تَرَى كُلَّ ما لا تستطيعُ احتِمالَهُ
إذا ما بَدَتْ من جَانِبِ الدَّرْبِ دورُها
وما كلُّ نفسٍ حينَ تَلْقَى حَبِيبَها
تُـسَرُّ، ولا كُلُّ الغـِيابِ يُضِيرُها
فإن سـرَّها قبلَ الفِراقِ لِقاؤُه
فليسَ بمأمـونٍ عليها سـرُورُها
متى تُبْصِرِ القدسَ العتيقةَ مَرَّةً
فسوفَ تراها العَيْنُ حَيْثُ تُدِيرُها
في القدسِ، بائعُ خضرةٍ من جورجيا برمٌ بزوجته يفكرُ في قضاءِ إجازةٍ أو في في طلاءِ البيتْ
في القدس، توراةٌ وكهلٌ جاءَ من مَنْهاتِنَ العُليا يُفَقَّهُ فتيةَ البُولُونِ في أحكامها
في القدسِ شرطيٌ من الأحباشِ يُغْلِقُ شَارِعاً في السوقِ،
رشَّاشٌ على مستوطنٍ لم يبلغِ العشرينَ،
قُبَّعة تُحَيِّي حائطَ المبكَى
وسياحٌ من الإفرنجِ شُقْرٌ لا يَرَوْنَ القدسَ إطلاقاً
تَراهُم يأخذونَ لبعضهم صُوَرَاً
مَعَ امْرَأَةٍ تبيعُ الفِجْلَ في الساحاتِ طُولَ اليَومْ
في القدسِ دَبَّ الجندُ مُنْتَعِلِينَ فوقَ الغَيمْ
في القدسِ صَلَّينا على الأَسْفَلْتْ
في القدسِ مَن في القدسِ إلا أنْتْ!
وَتَلَفَّتَ التاريخُ لي مُتَبَسِّماً
أَظَنَنْتَ حقاً أنَّ عينَك سوفَ تخطئهم،! وتبصرُ غيرَهم
ها هُم أمامَكَ، مَتْنُ نصٍّ أنتَ حاشيةٌ عليهِ وَهَامشٌ
أَحَسبتَ أنَّ زيارةً سَتُزيحُ عن وجهِ المدينةِ يا بُنَيَّ
حجابَ واقِعِها السميكَ لكي ترى فيها هَواكْ
في القدسِ كلًّ فتى سواكْ
وهي الغزالةُ في المدى، حَكَمَ الزمانُ بِبَيْنِها
ما زِلتَ تَرْكُضُ خلفها مُذْ وَدَّعَتْكَ بِعَيْنِها
فارفق بِنَفسكَ ساعةً إني أراكَ وَهَنْتْ
في القدسِ من في القدسِ إلا أَنْتْ
يا كاتبَ التاريخِ مَهْلاً،
فالمدينةُ دهرُها دهرانِ
دهر مطمئنٌ لا يغيرُ خطوَه وكأنَّه يمشي خلالَ النومْ
وهناك دهرٌ، كامنٌ متلثمٌ يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ
والقدس تعرف نفسها،
إسأل هناك الخلق يدْلُلْكَ الجميعُ
فكلُّ شيء في المدينةِ
ذو لسانٍ، حين تَسأَلُهُ، يُبينْ
في القدس يزدادُ الهلالُ تقوساً مثلَ الجنينْ
حَدْباً على أشباهه فوقَ القبابِ
تَطَوَّرَتْ ما بَيْنَهم عَبْرَ السنينَ عِلاقةُ الأَبِ بالبَنينْ
في القدس أبنيةٌ حجارتُها اقتباساتٌ من الإنجيلِ والقرآنْ
في القدس تعريفُ الجمالِ مُثَمَّنُ الأضلاعِ أزرقُ،
فَوْقَهُ، يا دامَ عِزُّكَ، قُبَّةٌ ذَهَبِيَّةٌ،
تبدو برأيي، مثل مرآة محدبة ترى وجه السماء مُلَخَّصَاً فيها
تُدَلِّلُها وَتُدْنِيها
تُوَزِّعُها كَأَكْياسِ المعُونَةِ في الحِصَارِ لمستَحِقِّيها
إذا ما أُمَّةٌ من بعدِ خُطْبَةِ جُمْعَةٍ مَدَّتْ بِأَيْدِيها
وفي القدس السماءُ تَفَرَّقَتْ في الناسِ تحمينا ونحميها
ونحملُها على أكتافِنا حَمْلاً إذا جَارَت على أقمارِها الأزمانْ
في القدس أعمدةُ الرُّخامِ الداكناتُ
كأنَّ تعريقَ الرُّخامِ دخانْ
ونوافذٌ تعلو المساجدَ والكنائس،
أَمْسَكَتْ بيدِ الصُّباحِ تُرِيهِ كيفَ النقشُ بالألوانِ،
وَهْوَ يقول: "لا بل هكذا"،
فَتَقُولُ: "لا بل هكذا"،
حتى إذا طال الخلافُ تقاسما
فالصبحُ حُرٌّ خارجَ العَتَبَاتِ لَكِنْ
إن أرادَ دخولَها
فَعَلَيهِ أن يَرْضَى بحُكْمِ نوافذِ الرَّحمنْ
في القدس مدرسةٌ لمملوكٍ أتى مما وراءَ النهرِ،
باعوهُ بسوقِ نِخَاسَةٍ في أصفهانَ
لتاجرٍ من أهلِ بغدادٍ أتى حلباً فخافَ أميرُها من زُرْقَةٍ في عَيْنِهِ اليُسْرَى،
فأعطاهُ لقافلةٍ أتت مصراً، فأصبحَ بعدَ بضعِ سنينَ غَلاَّبَ المغولِ وصاحبَ السلطانْ
في القدس رائحةٌ تُلَخِّصُ بابلاً والهندَ في دكانِ عطارٍ بخانِ الزيتْ
واللهِ رائحةٌ لها لغةٌ سَتَفْهَمُها إذا أصْغَيتْ
وتقولُ لي إذ يطلقونَ قنابل الغاز المسيِّلِ للدموعِ عَلَيَّ: "لا تحفل بهم"
وتفوحُ من بعدِ انحسارِ الغازِ، وَهْيَ تقولُ لي: "أرأيتْ!"في
القدس يرتاحُ التناقضُ، والعجائبُ ليسَ ينكرُها العِبادُ،
كأنها قِطَعُ القِمَاشِ يُقَلِّبُونَ قَدِيمها وَجَدِيدَها،
والمعجزاتُ هناكَ تُلْمَسُ باليَدَيْنْ
في القدس لو صافحتَ شيخاً أو لمستَ بنايةً
لَوَجَدْتَ منقوشاً على كَفَّيكَ نَصَّ قصيدَةٍ
يا بْنَ الكرامِ أو اثْنَتَيْنْ
في القدس، رغمَ تتابعِ النَّكَباتِ، ريحُ براءةٍ في الجوِّ، ريحُ طُفُولَةٍ،
فَتَرى الحمامَ يَطِيرُ يُعلِنُ دَوْلَةً في الريحِ بَيْنَ رَصَاصَتَيْنْ
في القدس تنتظمُ القبورُ، كأنهنَّ سطورُ تاريخِ المدينةِ والكتابُ ترابُها
الكل مرُّوا من هُنا
فالقدسُ تقبلُ من أتاها كافراً أو مؤمنا
أُمرر بها واقرأ شواهدَها بكلِّ لغاتِ أهلِ الأرضِ
فيها الزنجُ والإفرنجُ والقِفْجَاقُ والصِّقْلابُ والبُشْنَاقُ
والتتارُ والأتراكُ، أهلُ الله والهلاك، والفقراءُ والملاك، والفجارُ والنساكُ،
فيها كلُّ من وطئَ الثَّرى
كانوا الهوامشَ في الكتابِ فأصبحوا نَصَّ المدينةِ قبلنا
يا كاتب التاريخِ ماذا جَدَّ فاستثنيتنا
يا شيخُ فلتُعِدِ الكتابةَ والقراءةَ مرةً أخرى، أراك لَحَنْتْ
العين تُغْمِضُ، ثمَّ تنظُرُ، سائقُ السيارةِ الصفراءِ، مالَ بنا شَمالاً نائياً عن بابها
والقدس صارت خلفنا
والعينُ تبصرُها بمرآةِ اليمينِ،
تَغَيَّرَتْ ألوانُها في الشمسِ، مِنْ قبلِ الغيابْ
إذ فاجَأَتْني بسمةٌ لم أدْرِ كيفَ تَسَلَّلَتْ في الدمع
قالت لي وقد أَمْعَنْتُ ما أَمْعنْتْ
يا أيها الباكي وراءَ السورِ، أحمقُ أَنْتْ؟
أَجُنِنْتْ؟
لا تبكِ عينُكَ أيها المنسيُّ من متنِ الكتابْ
لا تبكِ عينُكَ أيها العَرَبِيُّ واعلمْ أنَّهُ
في القدسِ من في القدسِ لكنْ
لا أَرَى في القدسِ إلا أَنْت
اللهم حرر فلسطين و العراق

القدس





مدينة القدس رمزية خاصة في النضال الفلسطيني التحرري، فهي اولى القبلتين وثاني المسجدين، ومنها عرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلا ليلة الإسراء والمعراج، مما جعل منها علامة روحية كبرى للإنسانية عامة، وللمسلمين على وجه الخصوص. وقد ظل الكفاح التحرري الفلسطيني والعربي، يستلهم هذه العلامة في مشروعه النظري والعملي

مدينة عربية قديمة/

مدينة القدس أو بيت المقدس، مدينة عربية قديمة، أسسها العرب الكنعانيون قبل حوالي خمسة آلاف سنة، ولمدينة القدس العديد من الأسماء التي عرفت بها، ويرجع بعضها إلى الأصول العربية للمدينة، ومن أشهرها اسم «اوروسالم» ويعني في اللغة الكنعانية القديمة «أسسها أو أنشأها سالم» وأيضا اسم «يبوس» نسبة إلى الزعيم العربي يبوس بن كنعان شيخ القبيلة اليبوسية، التي كانت أول من استوطن المكان الذي عرف، فيما بعد، باسم مدينة القدس،، إضافة إلى اسم «القدس» الذي عرفت به المدينة منذ فجر تاريخها، ويعني البركة والطهارة.
وللقدس أيضا أسماء أخرى تتعلق بالاحتلال الأجنبي، مثل اسم مدينة داؤود، واسم ايليا كابيتولونيا، الذي أطلقه عليها الإمبراطور ايليوس هاردبناوس بعد احتلاله للمدينة عام 135 لإخماد ثورة اليهودي «سيمون باركوخيا».


القيمة الروحية/

مدينة القدس، مدينة مقدسة منذ أقدم عصورها، فقد أقام سكانها العديد من أماكن الصلاة والعبادة بها، وكان سكان مدينة القدس، بقيادة الملك العربي الكنعاني «ملكي صادق» يؤمنون بعقيدة التوحيد وعبادة الله الواحد الأحد، التي جاء بها جميع الرسل والأنبياء عليهم السلام.

والقدس هي المدينة الوحيد في العالم التي تحظى بالقداسة لدى جميع الديانات السماوية الثلاث، فاليهود يقدسونها لأنها حسب زعمهم، مقر إقامة ربهم الخاص «يهوه» ومنها يبعث مسيحهم الذي طال انتظاره، ويزعمون أيضا أن سليمان عليه السلام أقام هيكله المزعوم فيها، والمسيحيون أيضا يقدسون مدينة القدس لأنها هي مهد رسالة نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام، وفيها تآمر اليهود مع السلطات الرومانية ضده، وجرت الأحداث المأساوية التي انتهت بالقبض على السيد المسيح عليه السلام والزج به في السجن ثم محاكمة صورته.


اليهود والحق المزعوم/

اليهود لا يملكون أي أسانيد تاريخية أو دينية، تخولهم امتلاك فلسطين ومدينة القدس سواء في الزمن الغابر أو في التاريخ الحديث، وأن قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية وأخرى يهودية الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة في 29 سبتمبر 1947، يعتبر من الناحية القانونية مجرد توصية، وليس ملزما لجميع الأطراف، ليخلص إلى أن المشروع الصهيوني، هو مشروع استعماري عنصري، تقف وراءه الولايات المتحدة الأميركية هدفه مسح الهوية التاريخية والثقافية والحضارية للعرب، وأن مشروع الشرق أوسطية يريد أن يلغي عشرة آلاف سنة من التاريخ هي عمر التاريخ العربي الفلسطيني، ويفرض على العالم كله تاريخا مزورا يظهر فيه الصهاينة المغتصبون وكأنهم الأصل في فلسطين، ويظهر العرب أصحاب التاريخ والحضارة الرائدة، وكأنهم الغرباء العابرون في هذا التاريخ

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

القدس في الديانة اليهودية



القدس في الديانة اليهودية

تضمّ القدس أكثر من خمسة عشر كنيساً ومعبداً جميعها إمّا أبنية مستأجرة، أو أبنية أنشئت خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، ولكن أهمّ المقدسات اليهودية والتي يدّعي اليهود وجودها هو معبد سليمان المزعوم والذي له مكانة خاصة في العقل اليهودي فهو يقع في مركز العالم، فقد بُني في وسط القدس التي تقع في وسط العالم، وقدس الأقداس يقع في وسط المعبد، فهو بمثابة المركز، وأمام (قدس الأقداس) حجر الأساس (النقطة التي عندها خلق الإله العالم)، وهو يمثل الكنز لديهم، فالإله في تصورهم خلق العالم بيد واحدة بينما خلق المعبد بكلتا يديه، بل إنه خلق المعبد قبل العالم، وهم بهذا يرونه أهمّ ما في اليهودية. ومن الملاحظ أنّ اليهود يخضعون المعبد لكثير من الرموز المعاني الكونية العظيمة، فجاء معمار المعبد وتصميمه خاضعاً هو الآخر لتلك التفسيرات.. وقد شيده الملك سليمان (كما يزعمون) وأنفق ببذخ عظيم على بنائه وزخرفته.. حتى لقد احتاج في ذلك إلى أكثر من 180 ألف عامل(1). وقد أتى له بالذهب من ترشيش، وبالخشب من لبنان، وبالأحجار الكريمة من اليمن، ثم بعد سبع سنوات من العمل المتواصل تكامل بناء المعبد (سفر الملوك الأول, الثاني).

ما يدَّعى من أماكن مقدَّسة لليهود في فلسطين
رقم
الموقع
ملاحظات
1
"حائط المبكى"
إلا أنّه وقف إسلامي
2
عدة كنس
في الحي اليهودي داخل المدينة القديمة
3
الهيكل المزعوم
ولم يوجد أي أثر له

القدس في الإسلام





القدس في الإسلام:

تحتضن القدس أكثر من 197 أثراً إسلامياً, تتقسم بين المساجد والقباب والقصور والتكايا والزوايا والمدارس والأسبلة والأبواب... إلخ,  وتعود إلى مختلف العصور الإسلامية.

ويُعَدّ من أهم الآثار الإسلامية في القدس المسجد الأقصى والذي هو أولى القبلتين وأحد المساجد الثلاثة الذي تشدُّ إليها رحال المسلمين. حيث ذكره الله -عز وجل- في القرآن الكريم، يقول تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ). وفي الجدار الغربي للمسجد الأقصى يوجد مكان حائط البراق حيث ترجّل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين وصل المسجد الأقصى. وفي هذا المكان المقدس موضع الحلقة التي ربط بها البراق الشريف. وقد روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك أن رسول الله  قال: "أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يجعل حافره عند منتهى طرفه"، قال: "فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء -أي عند باب المسجد- ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل اخترت الفطرة"(5).

ومن الآثار التاريخية المهمّة قبور الأنبياء والمرسلين وأضرحتهم. ففي بيت المقدس وما حوله توجد أضرحة ومقامات ومساجد تذكارية للكثير من الأنبياء والرسل الكرام. فعلى مقربة من الأقصى بمدينة القدس مسجد النبي داود عليه الصلاة والسلام، وهو مسجد كبير كانت تقام فيه الصلوات الخمس قبل وقوعه في يد المحتلين اليهود وسيطرتهم عليه. وشرقي القدس يوجد مقام النبيّ موسى عليه السلام، وعليه مسجد كبير، وحواليه أبنية وآثار إسلامية من بناء الملك الظاهر بيبرس ومن جاء بعده من ملوك المسلمين وسلاطينهم رحمهم الله(6).

وفي مقبرة "باب الرحمة" في بيت المقدس توجد قبور جماعةٍ من الصحابة الذين سكنوا القدس وماتوا فيها، ويُعرَف إلى هذا الزمان من قبورهم -رضي الله عنهم-: قبر "شداد بن أوس" الصحابي عالم بيت المقدس، وقبر"عبادة بن الصامت" أحد نقباء الأنصار وأول قاض مسلم في فلسطين، وهما بجانب السور الشرقي للمسجد الأقصى. وبالإضافة إلى القبور والأضرحة والمساجد فهناك المئات من الزوايا الصوفية والتكايا، فهناك: الخانقاه الصلاحية التي أنشأها صلاح الدين الأيوبي في القدس والخانقاه الداودارية والخانقاه الفخرية، وزاوية الشيخ بدر الدين الحسيني بظاهر القدس، وفي القدس وحدها أكثر من خمس عشرة زاوية مثل الزاوية الختنية والزاوية الجراحية والزاوية الكبكية، وتضمّ القدس أكثر من ثلاثين مدرسة من المدارس التاريخية الأثرية الإسلامية التي أنشأها ملوك المسلمين وسلاطينهم في مختلف العصور، وتخرّج منها طائفة من العلماء والصالحين مثل: المدرسة المأمونيّة، والمدرسة التنكزية، والمدرسة العمرية، والمدرسة الأشرفية, والمدرسة الطشتمرية. وفي القدس توجد مكتبات إسلامية تحتوي على نفائس الكتب الدينية واللغوية والتاريخية منها طائفة من المخطوطات الأثرية في علوم التفسير والحديث والفقه. إنَّ هذه الآثار يتبعها وقفٌ خُصِّصَ للكثير منها، وقفه المحسنون الصالحون من المسلمين. وقد وقفوا لها مئات العقارات، والأراضي الزراعية، مشترطين أنْ يصرف ريعها وناتج محصولاتها وأجرة عقاراتها في عمارة تلك المساجد والمعابد والمدارس والأربطة وفي مصالحها حسب شروط الواقفين. وتحتوي سجلات المحاكم الشرعية وبخاصة سجلات محاكم القدس وثائق تلك الوقفيات والقسم الأكبر من هذه أصبح تحت سيطرة اليهود وعبثهم. فتعطّل صرف ريعها في الوجه الشرعي الذي وُقِفَتْ عليه.

قائـمة بالمواقع الإسلامية الأثرية في القدس
الموقع الأثري
الموقع الأثري
الموقع الأثري
1- المسجد الأقصى المبارك
22- مسجد سويقة علون
44- مسجد الشوربجي
2- مسجد عمر بن الخطاب
23- مسجد عثمان بن عفان
45- سرايا الست طنشق المظفرية
3- الخانقاة الصلاحية
24- مسجد أبي بكر الصديق
46- تكية خاصكي سلطان
4- مسجد ولي الله محارب
25- زاوية أحمد المثبت
47- المدرسة البكرية
5- مسجد خان السلطان
26- مسجد الحيات
48- المدرسة الطازية
6- مسجد العمري الكبير
27- مسجد قلاوون
49- مكتبة الخالدي
7- مسجد العمري الصغير
28- مسجد القميري (القميرية)
50- مقام الست تركان خاتون
8- مسجد الديسي
29- مقام السيوفي
51- مقام بيرام جاويش
9- مسجد اليعقوبي
30- مسجد علاء الدين البصيري
52- مقام رابعة العدوية
10- مسجد الحريري
31- مسجد المئذنة الحمراء
53- مسجد سعد وسعيد
11- مسجد القلعة
32- مسجد المولوية
54- مقبرة باب الرحمة
12- مقام غياين
33- مسجد مصعب بن عمير
55- مقبرة مأمن الله (ماملا)
13- الزاوية الجراحية
34- زاوية الهنود
56- المقبرة اليوسفية
14- مسجد المنصوري (القلندري)
35- الزاوية الكبكية
57- مقبرة الساهرة
15- مسجد النبي داود
36- الزاوية المهمازية
58- المدرسة الطشتمرية
16- وقف ولي الله أبي مدين
37- مسجد ومقام الشيخ مكي
59- المدرسة التشتمرية
17- الزاوية الوفائية
38ـ مسجد الشيخ لؤلؤ
60- المدرسة العثمانية
18- الزاوية الظاهرية
39- الزاوية النقشبندية
61- طريق خان الزيت
19- الزاوية الأدهمية
40- مسجد الشيخ ريحان
62- سوق القطانين
20- الخانقاة الداودرية
41ـ الزاوية الأفغانية
63- سوق العطارين
21- الزاوية الختنية
42- مسجد درغث
64- سوق الدباغة
43- مسجد القرمي


إنّ القدس هي مدينة الديانات السماوية الثلاث وظلّت تتعامل مع الجميع على أساس قاعدة الاعتراف بالآخر، ومبدأ العيش المشترك، وهي الإطار الناظم للاجتماع البشري في القدس، حتى طرق باب فلسطين المشروع الصهيوني الذي اتّخذ موقفاً إقصائياً، لصالح تهويد القدس ليكرّر بذلك التجربة الصليبية، سيئة الذكر والمصير.

القدس في الديانة المسيحية




القدس في الديانة المسيحية


تضم القدس أكثر من 47 أثراً من الكنائس والآثار المسيحية منها كنيسة القيامة (وفيها عدة كنائس) ودير أبينا إبراهيم والدير الكبير.

والقدس في الديانة المسيحية تحظى بمكانة خاصة، كيف لا وفيها -حسب معتقدهم- موقع صلب يسوع المسيح ودفنه وفيها طريق الآلام، كما أشير إلى مغارة في القدس على أنّها موضع الجحيم الذي نزل إليه يسوع بعد موته ليحرر الأنفس البشرية.

وتحتضن القدس دير مار إبراهيم للروم الأرثوذكس، وقد سمّي بهذا الاسم تيمناً بالتقليد المسيحي الذي يقول إنّ أبانا إبراهيم جاء إلى هذه الصخرة يقدّم ابنه إسحاق ذبيحة. ويوجد في الكنيسة مذبح وشجرة زيتون علق الجدي بفروعها. وتوجد بئر عظيمة تحت الدير، كما توجد إلى اليمين كنيسة مار يعقوب للأرمن وكنيسة القديس ميخائيل للأقباط. وإلى يسارها ثلاث كنائس مكرسة للقديس يعقوب والقديس يوحنا والشهداء الأربعين, والدرج الذي إلى اليمين قبل الدخول إلى الكنيسة يؤدي إلى معبد "سيدة الأوجاع" ويقال له أيضاً كنيسة الإفرنج، وهي للآباء الفرنسيسكان الذين يحتفلون فيها بالقداس الإلهي كلّ يوم، وتحت هذه الكنيسة تقوم كنيسة أخرى مكرّسة للقديسة مريم المصرية.

أما الجلجلة فتبدأ عند الدخول إلى كنيسة القيامة حيث نجد في اليمين سلماً يوصل إلى الجلجلة على ارتفاع خمسة أمتار عن أرض الكنيسة. وتنقسم إلى كنيستين صغيرتين. الأولى وتدعى كنيسة الصلب، تمّت فيها حسب معتقداتهم المرحلتين الحادية عشرة وهي (تثبيت يسوع بالمسامير على الصليب) والثانية عشرة (صلب يسوع). فوق الهيكل الذي في صدر الكنيسة، ويوجد كذلك حجر الطيب ملاصق لكنيسة الجلجلة يقابله حجر من الجير الأحمر مزين بالشمعدانات والمصابيح. هذا الحجر مقام لذكرى ما ورد في إنجيل يوحنا بعد موت المسيح(2).

وتضم القدس في جنباتها قبر الخلاص الذي يقوم في منتصف بناء تزينه الشمعدانات الضخمة. "وكان في الموضع الذي صلب فيه بستان، وفي البستان قبر جديد لم يكن قد وضع فيه أحد. وكان القبر قريباً فوضعوا فيه يسوع بسبب تهيئة السبت عند اليهود" حسب المعتقد المسيحي.

ينقسم البناء من الداخل إلى غرفتين، الغرفة الخارجية عبارة عن دهليز لإعداد الميت ويقال لها كنيسة الملاك. أما المدخل الصغير المغطّى بالرخام فهو الباب الحقيقي للقبر الأصلي والذي تمّ إغلاقه بحجرٍ إثر موت المسيح كما يقول الإنجيل(3). وفي‮ ‬وسط الدهليز نجد عموداً قصيراً‮ ‬يحمي‮ ‬تحت الزجاج قطعة أصلية من الحجر المستدير الذي‮ ‬سدّ‮ ‬باب القبر‮. ويوصل إلى القبر باب ضيق‮. ‬فنجد إلى اليمين مقعداً من الرخام‮ ‬يغطي‮ ‬الصخرة الأصلية التي‮ ‬وضع عليها جسد‮ ‬يسوع من مساء الجمعة وحتّى صباح الفصح كما يعتقد المسيحيون.

وتحتضن المدينة المقدسة خورس الروم الأرثوذكس‮ ‬ويقع مقابل القبر المقدس ويحتل الجزء المركزي‮ ‬من البازيليك كلها‮. ‬وكان في‮ ‬الماضي‮ ‬خورس الآباء القانونيين أيّام الصليبيين‮. وكذلك كنيسة الأقباط‮ -‬تقع خلف القبر المقدس في‮ ‬مؤخرته حيث حفر فيه هيكل-، وتوجد كنيسة السريان الأرثوذكس- في آخر الرواق مقابل هيكل الأقباط- هنالك ممر ضيق بين العمودين يؤدي إلى قبر محفور في الصخر يعود إلى أيّام المسيح(4).

بعد هذا الاستعراض لأهمّ الأماكن المسيحية ذات الأهمية الدينية يتضح لنا أسباب تميز القدس بهذه المكانة المرموقة عند المسيحيين، فهي المكان الذي يحجّون إليه، وتهفو قلوبهم لزيارته والتبرك به. وقد كان للقدس مكانة عظيمة في نفوس المؤمنين من المسيحيين منذ عيسى -عليه الصلاة والسلام- ومن جاء بعده من حملة هموم دعوته.

أماكن مقدَّسة للنصارى في القدس
الرقم
الموقع
ملاحظات
1
كنيسة القيامة
 
2
طريق الآلام
التي تشتمل على المحطات التي تنقل عبرها الصليب
3
العلية
المكان الذي تناول فيه المسيح ورفقاؤه العشاء الأخير
4
حديقة الجثمانية
 حيث قبض على المسيح
5
قبر العذراء المباركة
 
6
جبل الزيتون
 
7
حديقة القبر
يعتبرها كثير من المسيحيين البروتستانت مكان قبر المسيح
8
العيزرية
 
9
بيت لحم
وتوجد فيها كنيسة المهد ومغارة الحليب وحقل الرعاة
10
عين كارم
مسقط رأس يوحنا المعمدان
11
عدة كنائس
اثنان وثلاثون كنيسة لمختلف الطوائف

تاريخ مدبنة القدس

تـاريخ مدينـة القـدس








هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة والمدينة، مسرح النبوات وزهرة المدائن، وموضع أنظار البشر منذ أقدم العصور.




المـوقـع :
تقع مدينة القدس في وسط فلسطين تقريبا إلى الشرق من البحر المتوسط على سلسلة جبال ذات سفوح تميل إلى الغرب والى الشرق. وترتفع عن سطح البحر المتوسط نحو 750 م وعن سطح البحر الميت نحو 1150 م، وتقع على خط طول 35 درجة و13 دقيقة شرقاً، وخط عرض 31 درجة و52 دقيقة شمالا. تبعد المدينة مسافة 52 كم عن البحر المتوسط في خط مستقيم و22 كم عن البحر الميت و250 كم عن البحر الأحمر، وتبعد عن عمان 88 كم، وعن بيروت 388 كم، وعن دمشق 290 كم.

التأسيـس :
إن أقدم جذر تاريخي في بناء القدس يعود إلى اسم بانيها وهو إيلياء بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام -إيلياء أحد أسماء القدس- وقيل أن "مليك صادق" أحد ملوك اليبوسيين -وهم أشهر قبائل الكنعانيين- أول من اختط وبنى مدينة القدس وذلك سنة (3000 ق.م) والتي سميت بـ "يبوس" وقد عرف "مليك صادق" بالتقوى وحب السلام حتى أُطلق عليه "ملك السلام"، ومن هنا جاء اسم مدينة سالم أو شالم أو "أور شالم" بمعنى دع شالم يؤسس، أو مدينة سالم وبالتالي فان أورشليم كان اسماً معروفاً وموجوداً قبل أن يغتصب الإسرائيليون هذه المدينة من أيدي أصحابها اليبوسيين وسماها الإسرائيليون أيضا "صهيون" نسبة لجبل في فلسطين، وقد غلب على المدينة اسم "القدس" الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى، وسميت كذلك بـ "بيت المقدس" الذي هو بيت الله.

 التوسـعة والإعمـار :
1- في عهد النبي سليمان عليه السلام اتسعت القدس فبنى فيها الدور وشيد القصور وأصبحت عاصمة للدولة، امتدت من الفرات إلى تخوم مصر. ويعتبر هيكل سليمان أهم وأشهر بناء أثري ضخم، شيده الكنعانيون فيها ليكون معبداً تابعا للقصر.
2- قام الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بعدة إصلاحات فيها.
3- سنة 72 هـ بنى عبد الملك بن مروان قبة الصخرة والمسجد الأقصى، وكان غرضه أن يحول إليها أفواج الحجاج من مكة التي استقر فيها منافسه عبد الله بن الزبير إلى القدس.
4- سنة 425 هـ شرع الخليفة الفاطمي السابع علي أبو الحسن في بناء سور لمدينة القدس بعد بناء سور الرملة، وفي العصر الفاطمي بني أول مستشفى عظيم في القدس من الأوقاف الطائلة.
5- سنة 651 هـ / 1253 م وفي زمن المماليك غدت القدس مركزا من أهم المراكز العلمية في العالم الإسلامي.
6- سنة 1542 م جدد السلطان سليمان القانوني السور الحالي الذي يحيط بالمدينة القديمة والذي يبلغ طوله 4200 م وارتفاعه 40 قدماً.

المعـالـم :
كانت أرض مدينة القدس في قديم الزمان صحراء تحيط بها من جهاتها الثلاثة الشرقية والجنوبية الغربية الأودية، أما جهاتها الشمالية والشمالية الغربية فكانت مكشوفة وتحيط بها كذلك الجبال التي أقيمت عليها المدينة، وهي جبل موريا (ومعناه المختار) القائم عليه المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ويرتفع نحو 770 م، وجبل اُكر حيث توجد كنيسة القيامة وجبل نبريتا بالقرب من باب الساهرة، وجبل صهيون الذي يعرف بجبل داود في الجنوب الغربي من القدس القديمة. وقد قدرت مساحة المدينة بـ 19331 كم، وكان يحيط بها سور منيع على شكل مربع يبلغ ارتفاعه 40 قدماً وعليه 34 برج منتظم ولهذا السور سبعة أبواب وهي:
1-  باب الخليل، 2- باب الجديد، 3- باب العامود، 4- باب الساهرة،
5- باب المغاربة، 6- باب الأسباط، 7- باب النبي داود عليه السلام.

 الأوديـة التي تحيط بالقـدس :
1- وادي جهنم: واسمه القديم "قدرون" ويسميه العرب "وادي سلوان".
2- وادي الربابة: واسمه القديم "هنوم".
3- الوادي أو"الواد": وقد يسمى "تيروبيون" معناه "صانعوا الجبن".

 الجبـال المطلّـة على القـدس :
1- جبل المكبر: يقع في جنوب القدس وتعلو قمته 795 م عن سطح البحر، وعلى جانب هذا الجبل يقوم قبر الشيخ ـ أحمد أبي العباس ـ الملقب بأبي ثور، وهو من المجاهدين الذي اشتركوا في فتح القدس مع صلاح الدين الأيوبي.
2- جبل الطور أو جبل الزيتون: ويعلو 826 م عن سطح البحر ويقع شرقي البلدة المقدسة، وهو يكشف مدينة القدس، ويعتقد أن المسيح صعد من هذا الجبل إلى السماء.
3- جبل المشارف: ويقع إلى الشمال من مدينة القدس، ويقال له أيضا "جبل المشهد" وهو الذي أطلق عليه الغربيون اسم "جبل سكوبس" نسبه إلى قائد روماني.
4- جبل النبي صمويل: يقع في شمال غربي القدس ويرتفع 885 م عن سطح البحر.
5- تل العاصور: تحريف "بعل حاصور" بمعنى قرية البعل ويرتفع 1016 م عن سطح البحر، ويقع بين قريتي دير جرير وسلود ، وهو الجبل الرابع في ارتفاعه في فلسطين.

ويصف مجير الدين الحنبلي القدس في نهاية القرن التاسع سنة 900 هـ بقوله :
"مدينة عظيمة محكمة البناء بين جبال وأودية، وبعض بناء المدينة مرتفع على علو، وبعضه منخفض في واد وأغلب الأبنية التي في الأماكن العالية مشرفة على ما دونها من الأماكن المنخفضة وشوارع المدينة بعضها سهل وبعضها وعر، وفي أغلب الأماكن يوجد أسفلها أبنية قديمة، وقد بني فوقها بناء مستجد على بناء قديم، وهي كثيرة الآبار المعدة لخزن الماء، لأن ماءَها يجمع من الأمطار".

الأماكـن المحكمة البنـاء في القـدس :
أسـواقها:
سوق القطـانين: المجاور لباب المسجد من جهة الغرب، وهو سوق في غاية الارتفاع والإتقان لم يوجد مثله في كثير من البلاد.
الأسواق الثلاثة: المجاورة بالقرب من باب المحراب المعروف بباب الخليل، وهو من بناء الروم. وأول هذه الأسواق سوق العطارين وهو الغربي في جهة الغرب وقد أوقفه صلاح الدين الأيوبي على مدرسته الصلاحية.

حـاراتها:
الحارات المشهورة في القدس هي:
حارة المغاربة، وحارة الشرف، حارة العلم، حارة الحيادرة، حارة الصلتين، حارة الريشة، حارة بني الحارث، حارة الضوية.

القـلعـة:
وهي حصن عظيم البناء بظاهر بيت المقدس من جهة الغرب، وكان قديما يعرف بمحراب داود عليه السلام، وفي هذا الحصن برج عظيم البناء يسمى برج داود، وهو من البناء القديم السليماني، وكانت تدق فيه الطبلخانة في كل ليلة بين المغرب والعشاء على عادة القلاع بالبلاد.

عيـن سـلوان :
وهي بظاهر القدس الشريف من جهة القبلة بالوادي، يشرف عليها سور المسجد الجنوبي، وقد ورد في بعض الأخبار أهمية هذه العين ووصفها ومكانتها، وهي إحدى العيون الجارية التي ورد ذكرها في الكتاب العزيز:
{فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ} (الرحمن/50).

آبـارهـا :
بئر أيوب، وهي بالقرب من عين سلوان نسبة إلى سيدنا أيوب عليه السلام، ويقال إن الله تعالى قال لنبيه أيوب عليه السلام:
{ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} (ص/42).

مسـاجدهـا :
1- المسجد الأقصى الشريف: والذي يقع في وسطه الصخرة الشريفة.
2- جامع المغاربة: وهو يقع بظاهر المسجد الأقصى من جهة الغرب.
3- جامع النبي داود عليه السلام.

مقـابرهـا :
1- قبر النبي موسى عليه السلام: الواقع شرقي بيت المقدس.
2- مدفن النبي داود عليه السلام: في الكنيسة المعروفة "بالجيسمانية" شرق بيت المقدس في الوادي. وكذلك قبر زكريا وقبر يحيى عليهما السلام.
3- قبر مريم عليها السلام: وهو في كنيسة الجيسمانية، في داخل جبل طور خارج باب الأسباط.
4- مقبرة الساهرة: وهي البقيع المعروف بالساهرة في ظاهر مدينة القدس من جهة الشمال وفيها يدفن موتى المسلمين ومعنى "الساهرة" أرض لا ينامون عليها ويسهرون.
5- مقبرة باب الرحمة: وهي بجوار سور المسجد الأقصى.
6-مقبرة الشهداء ـ مقبرة ماملا: وهي أكبر مقابر البلد تقع بظاهر القدس من جهة الغرب.

مـدارسـها :
في المدينة مدارس ومعاهد علمية ودينية وخيرية عديدة منها:
مدارس حكومية: وهي دار المعلمين، ودار المعلمات، والمدرسة الرشيدية، والمأمونية، والبكرية، والعمرية، والرصاصية، ومدرسة البقعة..... الخ.
مدارس قديمة: وهنالك نحو 70 مدرسة قديمة أهمها المدرسة النحوية، الناصرية، التذكرية، البلدية، الخاتونية، الأرغونية .... الخ.

مـكتـباتـها :
هنالك 34 اسماً لمكتبات مختلفة نذكر أقدمها:
1- مكتبة القديس المخلص: تأسست عام 1558 م.
2- مكتبة الخليلي: تأسست عام 1725 م.
3- مكتبة البطريركية الأورثوذوكسية: تأسست عام 1865 م.
4- مكتبة الجامعة العربية.
5- المكتبة الخالدية: تأسست عام 1900 م.
6- مكتبات خاصة تعود لبعض الأسر القديمة منها: المكتبة الفخرية ومكتبة آل البديري، مكتبة آل قطينة، ومكتبة آل الموقت.


متـاحـفها :
1- المتحف الحكومي للآثار: أنشئ عام 1927 م.
2- المتحف الإسلامي: أسسه المجلس الإسلامي الأعلى عام 1341 هـ / 1923 م.

أماكنـها التاريخـية الأخـرى :
كنيسة قمامة، القيامة، المارستان أو الدباغة، حبس المسيح، الجتسيماني، طريق الآلام، الصلاحية، المتحف، جبل الزيتون.

قبـابـها :
قبة الصخرة، قبة السلسلة، قبة جبريل، قبة الرسول، قبة الرصاص، قبة المعراج.

مـن ذاكـرة التـاريخ :
 ـ سنة 3000 ق.م هاجر العموريون العرب إلى فلسطين.
 ـ سنة 1900 ق. م هاجر إبراهيم الخليل عليه السلام من أور إلى فلسطين.
 ـ سنة 1785 ق.م هجرة الهكسوس وفي هذه الفترة، هاجر آل يعقوب إلى مصر نحو سنة 1740 ق. م.
 ـ سنة 1290 ق.م خروج موسى عليه السلام وجماعته من مصر إلى فلسطين.
 ـ سنة 1003 ق.م اتخذ داود عليه السلام أور شليم عاصمة له وخلفه ابنه سليمان عليه السلام.
 ـ سنة 722 ق.م سقوط إسرائيل على يد سرجون الثاني الآشوري.
 ـ سنة 586 ق.م سقوط يهودا على يد نبوخذ نصر البابلي.
 ـ سنة 536 ق.م احتل كورش الاخميني بابل وسماحه لليهود بالنزوح إلى فلسطين.
 ـ سنة 538 ق.م احتل الاخمينيون فلسطين، وقام كورش بتجديد هيكل سليمان وبناء المدينة.
 ـ سنة 332 ق.م احتل الاسكندر المقدوني فلسطين، وحلت الفوضى البلاد بعد وفاته عام 322 ق.م.
 ـ سنة 62 ق.م احتل الرومان فلسطين.
 ـ سنة 37 ق.م نصب الرومان هيرو دوس الادومي ملكاً على الجليل والقدس، وظل يحكمها حتى سنة 4 م وفي زمانه ولد النبي عيسى عليه السلام في بيت لحم.
 ـ سنة 70 م حدث شغب في مدينة القدس فحاصرها طيطوس الروماني وأحدث في المدينة النهب والحرق والقتل وأحرق المعبد الذي بناه هيرودوس.
 ـ سنة 135 م أثار اليهود الشغب مرة أخرى إلا أن أل إمبراطور الروماني هديريان قام بالتنكيل بهم ودمر المدينة وحرث موقعها وحول القدس إلى مدينة وثنية وسمح للمسيحيين أن يقيموا فيها على أن يكونوا من أصل اليهود وسمى المدينة "الياكا بيتو لينا" مشتقة من أسرة هدريان المدعوة إليا.
 ـ سنة 324 م أصبحت فلسطين تحت الاحتلال البيزنطي.
 ـ سنة 614 م أحتل كسرى ابرويز فلسطين.
 ـ في ليلة 27 من شهر رجب قبل الهجرة النبوية بسنة أَسرى الله برسوله صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
 ـ في شعبان سنة 2 هـ صلّى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أول صلاته باتجاه القدس ثم حولت القبلة إلى الكعبة المشرفة في هذا التاريخ.
 ـ سنة 7 هـ / 628 م استطاع الإمبراطور البيزنطي هرقل أن يطرد الفرس من القدس.
 ـ سنة 8 هـ / 629 م وقعت معركة مؤتة.
 ـ سنة 9 هـ / 630 م وقعت معركة تبوك.
 ـ سنة 13 هـ / 634 م وقعت معركة أجنادين وانتصر المسلمون فيها على الروم.
 ـ سنة 15 هـ / 636 م وقعت معركة اليرموك وانتصر المسلمون فيها.
 ـ سنة 17 هـ / 638 م دخل عمر بن الخطاب القدس وصالح أهلها.
 ـ سنة 40 هـ / 661 م أخذ معاوية بن أبي سفيان البيعة في القدس، واختار مدينة دمشق عاصمة لخلافته.
 ـ سنة 65 هـ / 684 م وقعت ثورة فلسطين بزعامة نائل الجذامي تأييداً لعبد الله بن الزبير.
 ـ سنة 72 هـ / 691 م أخذ سليمان بن عبد الملك البيعة في القدس، وبنى في الرملة قصراً له.
 ـ في الفترة بين سنة ( 163 ـ 218 هـ ) زار فلسطين المهدي العباسي ومن بعده المأمون العباسي.
 ـ سنة 264 هـ ضم أحمد بن طولون فلسطين إلى دولته في مصر.
 ـ سنة 385 هـ / 968 م سيطر الفاطميون على فلسطين.
 ـ سنة 417 هـ وقعت معركة عسقلان وانتصار حلف الأمراء العرب على الفاطميين.
 ـ سنة 492 هـ استيلاء الوزير الفاطمي الأفضل بن بدر الجمالي على القدس.
 ـ سنة 493 هـ احتل الصليبيون القدس وارتكبوا مجاز دموية في ساحة المسجد الأقصى ورفعوا الصليب على الصخرة المقدسة.
 ـ سنة 583 هـ / 1187 م استرداد بيت المقدس من الصليبين على يد صلاح الدين الأيوبي في أعقاب معركة حطين.
 ـ سنة 586 هـ / 1190 م وقعت حملة ريشارد قلب الأسد ملك إنكلترا وفيليب الثاني ملك فرنسا (الحملة الصليبية الثالثة) واستيلائه على فلسطين في معركة "أرسوف".
 ـ سنة 637 هـ / 1239 م استولى الأيوبيون على القدس.
 ـ سنة 651 هـ / 1253 م استولى المماليك على فلسطين.
 ـ سنة 659 هـ / 1260 م وقعت معركة "عين جالوت" واندحار المغول.
 ـ سنة 690 هـ / 1291 م أنهى السلطان "الأشرف بن قلاوون" مملكة بيت المقدس الصليبية.
 ـ سنة 922 هـ / استولى السلطان "سليم العثماني" على القدس.
 ـ سنة 1831 م سقطت القدس بأيدي "إبراهيم باشا العثماني".
 ـ سنة 1854 م أقيم أول حي يهودي يدعى "حي مونتفيوري" في القدس نسبة إلى رجل يهودي استطاع شراء أرض فلسطينية بمساعدة السلطان العثماني.
 ـ سنة 1920 م وضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني من أجل إنشاء دولة اليهود فيها.
 ـ سنة 1948 م اغتصبت فلسطين من قبل اليهود وطرد العرب الفلسطينيون منها.
 ـ سنة 1967 م استكمل اليهود سيطرتهم على عموم فلسطين والقدس بعد نكسة حزيران، وعادوا يطلقون عليها اسم "أورشليم".
 ـ سنة 1980 م تم إعلان ضم القدس سياسياً إلى دولة الاحتلال البريطاني تحت شعار توحيد القدس.

المصـادر :
- بيت المقدس والمسجد الأقصى دراسة تاريخية موثقة تصنيف : محمد حسن شراب / ط1 / سنة 1994 م بيروت.
- موسوعة العتبات المقدسة / قسم القدس / جعفر الخليلي / ط2 / سنة 1987 م بيروت.
- تاريخ سورية ولبنان وفلسطين / فيليب حتي / ج2 / ص35.
- الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل / مجير الدين الحنبلي / ج1.
- مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة / طه باقر / ج1 / ص209 / ط2 / سنة 1955 بغداد.
- تاريخ فلسطين في العصور الإسلامية الوسطى / د. فاروق عمر ـ د. محسن محمد حسين / سنة 1987 م بغداد.

الجمعة، 10 ديسمبر 2010





              الــــقـــــــــدس


مدينة القدس رمزية خاصة في النضال الفلسطيني التحرري، فهي اولى القبلتين وثاني المسجدين، ومنها عرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلا ليلة الإسراء والمعراج، مما جعل منها علامة روحية كبرى للإنسانية عامة، وللمسلمين على وجه الخصوص. وقد ظل الكفاح التحرري الفلسطيني والعربي، يستلهم هذه العلامة في مشروعه النظري والعملي

مدينة عربية قديمة
مدينة القدس أو بيت المقدس، مدينة عربية قديمة، أسسها العرب الكنعانيون قبل حوالي خمسة آلاف سنة، ولمدينة القدس العديد من الأسماء التي عرفت بها، ويرجع بعضها إلى الأصول العربية للمدينة، ومن أشهرها اسم «اوروسالم» ويعني في اللغة الكنعانية القديمة «أسسها أو أنشأها سالم» وأيضا اسم «يبوس» نسبة إلى الزعيم العربي يبوس بن كنعان شيخ القبيلة اليبوسية، التي كانت أول من استوطن المكان الذي عرف، فيما بعد، باسم مدينة القدس،، إضافة إلى اسم «القدس» الذي عرفت به المدينة منذ فجر تاريخها، ويعني البركة والطهارة.وللقدس أيضا أسماء أخرى تتعلق بالاحتلال الأجنبي، مثل اسم مدينة داؤود، واسم ايليا كابيتولونيا، الذي أطلقه عليها الإمبراطور ايليوس هاردبناوس بعد احتلاله للمدينة عام 135 لإخماد ثورة اليهودي «سيمون باركوخيا».

القيمة الروحية
مدينة القدس، مدينة مقدسة منذ أقدم عصورها، فقد أقام سكانها العديد من أماكن الصلاة والعبادة بها، وكان سكان مدينة القدس، بقيادة الملك العربي الكنعاني «ملكي صادق» يؤمنون بعقيدة التوحيد وعبادة الله الواحد الأحد، التي جاء بها جميع الرسل والأنبياء عليهم السلام.
والقدس هي المدينة الوحيد في العالم التي تحظى بالقداسة لدى جميع الديانات السماوية الثلاث، فاليهود يقدسونها لأنها حسب زعمهم، مقر إقامة ربهم الخاص «يهوه» ومنها يبعث مسيحهم الذي طال انتظاره، ويزعمون أيضا أن سليمان عليه السلام أقام هيكله المزعوم فيها، والمسيحيون أيضا يقدسون مدينة القدس لأنها هي مهد رسالة نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام، وفيها تآمر اليهود مع السلطات الرومانية ضده، وجرت الأحداث المأساوية التي انتهت بالقبض على السيد المسيح عليه السلام والزج به في السجن ثم محاكمة صورته.

اليهود والحق المزعوم
اليهود لا يملكون أي أسانيد تاريخية أو دينية، تخولهم امتلاك فلسطين ومدينة القدس سواء في الزمن الغابر أو في التاريخ الحديث، وأن قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية وأخرى يهودية الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة في 29 سبتمبر 1947، يعتبر من الناحية القانونية مجرد توصية، وليس ملزما لجميع الأطراف، ليخلص إلى أن المشروع الصهيوني، هو مشروع استعماري عنصري، تقف وراءه الولايات المتحدة الأميركية هدفه مسح الهوية التاريخية والثقافية والحضارية للعرب، وأن مشروع الشرق أوسطية يريد أن يلغي عشرة آلاف سنة من التاريخ هي عمر التاريخ العربي الفلسطيني، ويفرض على العالم كله تاريخا مزورا يظهر فيه الصهاينة المغتصبون وكأنهم الأصل في فلسطين، ويظهر العرب أصحاب التاريخ والحضارة الرائدة، وكأنهم الغرباء العابرون في هذا التاريخ.